في قلب صحراء صامتة، حيث

في قلب صحراء صامتة، حيث تمتزج الرمال بالسماء، يقف شابٌ مكسوٌ بعباءة فضفاضة وقلنسوة تظلل ملامحه الغامضة. بين يديه تنساب قماشة سوداء ضخمة، تتحرك في الهواء كما لو كانت كائنًا حيًّا، تتلوّى وتتّسع لتغطي جسده شيئًا فشيئًا. ليس رقصةً، بل طقسٌ سريّ، كأنما يؤديه ليذوب في الريح، ليُمحى من مرأى العالم. عيناه مغمضتان، وجسده مستسلمٌ لانسياب القماش، بينما تشرق الشمس الأخيرة على الكثبان، شاهدةً على لحظة الاختفاء، حين يصبح الجسد ظلًّا، والظلّ ريحًا، والريح صمتًا.